الجمعة، 15 نوفمبر 2013

الداودي: المغرب متخلّف للغَايَـة في مجال البحث العلمي


"البحثُ العلمي في المغرب ليس على ما يُرام، بل إنّ المغربَ متخلّف للغَاية في هذا المجال"؛ هذا "الاعتراف" جاء على لسان وزير التعليم العالي والبحث العلمي الحسن الداودي، خلال لقاء نظمه طلبة مركز الدكتوراه، بالمعهد الوطني للبريد والاتصالات، صباح اليوم بالرباط. الداودي تحدّث بصراحة عن واقع البحث العلميّ في المغرب، قائلا إنّ المغرب تأخر كثيرا في هذا المجال، ليس على الصعيد العالمي فحسب، بل حتى على الصعيد القارّي، إذ تقهقر، حسب قوله، من المرتبة الثالثة إلى المرتبة السادسة، إفريقيا، وأصبح يحتل مرتبة أدنى من تلك التي تحتلّها دولة تونس.
وأضاف الداودي، أنّ المغرب لم يعد أمامه أي خيار آخر خارج الدفع بالبحث العلمي إلى الأمام، عبر إعادة النظر في أمور كثيرة، "لأن مصيره ومستقبله مرتبط بالبحث العلمي الذي لا بدّ من تطويره"، وعدّد وزير التعليم العالي بعض الاختلالات التي يعاني منها هذا المجال، منها غياب تحفيز الأساتذة والطلبة الراغبين في إنجاز بحوث علمية، متسائلا "ما هو المحفّز للقيام بالبحث؟ عندما يصير أستاذا، فإنّ التدرّج يتم عن طريق الأقدمية، لذلك يتساءل الأساتذة ما الجدوى من البحث العلمي، والطالب عندما يحصل على الدكتوراه يتساءل ما الجدوى من القيام بالبحث العلمي، بينما الدول التي تريد ازدهار البحث العلمي تهيّء له الظروف الملائمة".
ولتجاوز تخلّف المغرب في مجال البحث العلمي، قال الحسن الداودي إنه لا بد من إعادة هيكلة النسيج الجامعي ليساير ما يجري على الصعيد العالمي، وذلك عبر تخصيص مزيد من الدعم المالي للبحث العلمي، وقبل ذلك البحث عن خَلف للأساتذة الذين سيحالون على التقاعد في غضون السنوات الخمس القادمة. الداودي توقّف عند الخصاص الذي سيخلفه تقاعد هؤلاء الأساتذة، معتبرا ذلك "إشكالية خطرة جدا جدا لا بدّ من الانكباب على إيجاد حلول عاجلة لها من أجل إيجاد الخلف".
ويتمثل المخطط الذي تسعى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى نهجه بخصوص هذه النقطة، في الرفع في عدد الطلبة المستفيدين من منحة التميّز، من 200 طالب في الوقت الراهن، إلى 300 طالب، كما سترفع الوزارة من المنحة المخصصة للطلبة من 2000 درهم إلى 3000 درهم شهريا؛ المنحة اعتبرها الداودي "قليلة"، غير أنّه استدرك "ولكنها تساعد الطالب". ثُلث هذه المنح، سيتمّ تخصيصها للمهندسين الذين يحضّرون الدكتوراه، حيث كشف الداودي أنّ عدد طلبات المهندسين الذين يريدون تحضير الدكتوراه قليل، وأنّ الكثير منهم يتقدم للماستر، معتبرا أنّ تخصيص منحةٍ لهم سيحفّزهم على التسجيل في سلك الدكتوراه.
وبخصوص تمويل مشاريع البحث العلمي، حمل الداودي بشرى سارة إلى أصحاب المشاريع، حيث ستنتقل المنحة المالية المخصّصة لها من 500 ألف درهم، إلى 10 ملايين درهم، حسب أهميّة المشروع، على أن يتمّ الرفع من قيمة المنحة، في حال إذا استنفد المشروع المنحة المخصصة له، وكانت له أهميّة تستدعي تقديم مزيد من الدعم المالي له، وأضاف أنّ وزارته مستعدّة لضخّ مزيد من الأموال لتمويل مشاريع البحث العلمي، مع تقديم منح للطلبة، من أجل مساعدتهم على التواصل مع المؤسسات الأجنبية، للتعاون في مجال البحث العلمي.
الداودي كشف أنّ الميزانية التي كانت مرصودة للبحث العلمي في المغرب لم تكن تتعدّى 60 مليون درهم، منها 16 مليونا عبر الوزارة في أقصى الحالات، "الآن وصلنا إلى 430 مليون درهم، 325 مليون درهم من الوزارة، 90 من المكتب الشريف للفوسفاط، 10 مؤسسة للا سلمى، وهناك تواصل مع مؤسسة "مناجم" ومؤسسات أخرى على أساس الوصول إلى 500 مليون درهم هذه السنة"، يقول الداودي، مضيفا أن دول الاتحاد الأوربي تخصص 32.4 مليار دولار للبحث العلمي، "لذلك لابد من تخصيص موارد مالية كافية للبحث العلمي في المغرب، لأنّ الموارد المالية الضعيفة لا يمكن أن تُنتج إلا بحثا علميّا ضعيفا".
هسبريس

0 commentaires :

إرسال تعليق