الأحد، 17 نوفمبر 2013

الإنجليزية تغزو البحث العلميّ بالمغرب مقابل تراجع الفرنسية

الإنجليزية تغزو البحث العلميّ بالمغرب مقابل تراجع الفرنسية

من الآن فصاعدا سيكون على الطلبة الباحثين داخل الجامعات المغربية، خصوصا الراغبين في نيل شهادة الدكتوراه، أن ينسوا أنّ اللغة الفرنسية هي لغة البحث العلمي كما كان سائدا خلال العقود الماضية، ويبذلَ من فاته تعلّمها ما في وسعه من جهد ليتعلمها، في أسرع ما يمكن، وإلا سيجد الأبواب موصدة في وجهه، "لأنّ اللغة الفرنسية لم تعد اليوم لغة البحث العلمي". كانت هذه هي الرسالة التي وجهها وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، خلال لقاء مع طلبة مركز الدكتوراه، بالمعهد الوطني للبريد والاتصالات بالرباط.
الداودي الذي كان يتحدث عن مستقبل البحث العلمي في المغرب قال إنّ الانفتاح الذي يشهده المغرب على مختلف الأسواق العالمية يقتضي أن يوفّر التكوين للطلبة في جميع التخصصات، وبجميع اللغات، مضيفا أنّ اليابان لها مقاولات كثيرة في المغرب وتريد أن تنشئ مزيدا من الاستثمارات في المملكة، وهذا سيفتح أبواق سوق الشغل أمام الشباب المغاربة الذين يتوفرون على تكوين، لكن شرط أن يكونوا أيضا ملمّين باللغات العالمية.
الداودي أوضح أنّه التقى مع رئيس فدرالية المقاولين اليابانيين، وعبّر له عن حاجة المستثمرين اليابانيين في المغرب إلى مهندسين مغاربة، يتكلمون اليابانية، "لأنّ اليابانيين يشتغلون بمنطق خاصّ بهم، والعمل معهم يقتضي منا أن ننفتح على اللغة اليابانية وعلى لغات عالمية أخرى، ولغة العالم اليوم هي الانجليزية، وليس الفرنسية"، يقول وزير التعليم العالي والبحث العلمي، قبل أن يضيف مازحا "الطالب الذي لا يتكلم اليوم اللغة الانجليزية على الأقل، فهو أمّي مثلي، لأن لغتي الانجليزية ضعيفة".
أكثر من هذا، وحتى قبل التفكير في دخول سوق الشغل، سيكون على الطلبة المغاربة الراغبين في نيل شهادة الدكتوراه، داخل الكليات المفتوحة الاستقطاب، أن يكونوا على إلمام باللغة الإنجليزية، قبل مناقشة الدكتوراه، حيث سيكون من بين الشروط التي سيجدها الطالب أمامه أن يكون قد ألف، على الأقل مقالا باللغة الانجليزية، أما طلبة مدارس المهندسين فقد توجّه إليهم الداودي قائلا "أعتقد أنكم كلكم تتقنون الانجليزية، ومن لا يتقنها فعليه أن يبادر إلى إتقانها قبل أن يأتي إلى المناقشة"، قبل أن يوجّه كلامه إلى الأساتذة قائلا "أرجو من الأساتذة ألا يقبلوا مهندسين مرشحين لنيل الدكتوراه لا يتقنون اللغة الإنجليزية، لأنّ الطالب الذي نمنحه شهادة مهندس، أو شهادة الدكتوراه، ولا يتقن الإنجليزية، سنرميه في خانة ضيقة دوليا، لأنّ العلم لم يعد يُنتَج لا بالعربية ولا بالفرنسية، بل بالإنجليزية".
من ناحية أخرى، دعا الداودي الطلبة المهندسين إلى أن يتخلصوا من عادة "باب وماما سيوفران لي كل شيء"، وأن يبادروا إلى إنشاء مقاولات، ويكونوا قادرين على مزاولة جميع الأشغال، كما يفعل الصينيون واليابانيون، وأضاف أن الطالب عليه ألا يكتفي بالورقة والقلم، بل أن يكون مستعدا لكل شيء، بما في ذلك حمل المعول والفأس، وأن تكون "يده حرشة"، قبل أن يختم كلامه مازحا، بدعوة الطلبة المهندسين إلى الاجتهاد قائلا "لا أريدكم أن تنهوا دراستكم وتأتوا للاحتجاج أمام البرلمان".

0 commentaires :

إرسال تعليق