رشيد أكشار
رغم اعتبار العديد من مُتتبعي الشأن العام التربوي ببلادنا للتوصيات الصادرة عن ندوة دولية جول التعليم، نظمها رئيس مؤسسة زاكورة للتربية نور الدين عيوش، و التي حضرها المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة، مجرد سحابة صيف عابرة، خاصة بعد إبداء المسؤول التعليمي الأول بالمغرب رشيد بلمختار رأيه السلبي حيالها، حين قال أنها لا تلزم سوى صاحبها"، رغم مشاركته في الندوة التي صدرت عنها(!)؛ إلا أن تصريحات وزير التربية الوطنية يوم أمس ضمن أشغال الاتفاقية الأولى لـ"الشباب من أجل حماية الطفولة" حملت مستجدا جديدا، ينبئ عن احتمال كبير في تبني الوزارة لهذه التوصيات، في أفق دراستها و بحث سبل تنفيذها و إخراجها إلى الواقع العملي.
قال رشيد بلمختار أن "عيوش قام بمجهود كبير و محترم و يجب أخذ مذكرته بعين الاعتبار" و هو ما يعني بصريح العبارة نسخ أقواله السابقة و أحكامه المسبقة حول هذه المذكرة، و الذي وصف طريقة تعامل منتقدي هذه التوصيات بـ"المتشنجة"، مذكرا بمشاركة شخصيات سامية في صياغتها و رفعها إلى الملك، و ذلك يوما واحدا فقط عن انعقاد المناظرة التلفزية بين نور الدين عيوش الذي تنسب إليه توصيات المذكرة دون غيره! و المفكر المغربي عبد الله العروي الذي كشف بالأرقام و المعطيات الموثقة زيف و خطورة هذا الطرح الجديد.
إذا كانت أغلب هيئات و جمعيات المجتمع المدني قد عبّرت عن رفضها لـ"درجنة" التعليم، لما سيشكله من فصل للمغرب عن محيطه الثقافي الاقليمي و الدولي، فإن النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية منها و الأقل تمثيلية، ظلت الغائب الأكبر عن تقديم رأيها في الموضوع، رغم كونها المعنية الأولى بالتدخل لمواجهة أي مستجد و ووافد يهدد المنظومة التعليمية بالمغرب.
المصدر: هبة بريس
0 commentaires :
إرسال تعليق