السبت، 24 أغسطس 2013

الباحث المتخصص في التعليم محمد الشرقاوي في حوار شامل مع "كود" عن التعليم في المغرب: هذا رأيي في الخطاب الملكي وموقفي من لجنة عزيمان

كود تقدم حوارا لقرائها مع محمد الشرقاوي مدير البحث بالمركز الوطني للبحث العلمي بباريس وأستاذ جامعي بعدة جامعات وباحث متخصص في "التعليم". في حواره مع "كود" يتحدث عن الخطاب الملكي الاخير وعن المجلس الاعلى للتعليم وعن تعيين عزيمان وعن الحلول التي يراها مناسبة للخروج من ازمة التعليم


الباحث المتخصص في التعليم محمد الشرقاوي في حوار شامل مع "كود" عن التعليم في المغرب: هذا رأيي في الخطاب الملكي وموظفي من لجنة عزيمان

كود: خصص الملك محمد السادس خطابه الاخير للتعليم ومشاكله الكثيرة هل فاجأكم هذا الخطاب؟
تضمن الخطاب الملكي توصيفا دقيقا لوضعية التعليم في المغرب. لم أفاجأ بهذا التوصيف. هناك ثلاثة معطيات موضوعية تكشف الوضعية الكارثية لنظامنا التعليمي. 
هناك أولا التقييم والتصنيف لمجموع الجامعات في العالم الذي أصدرته جامعة شانغهاي لا يظهر فيه أية جامعة مغربية منذ إنشاء هذا التصنيف سنة 2003
هناك تصنيف اخر أنجزته مؤسسة دولية يظهر هو الآخر ان جامعاتنا تحتل مراتب دونية، فلا تظهر في الترتيب الا بعد خمسة الاف جامعة، بمعنى اننا جامعاتنا في مؤخرة الترتيب
المثال الثالث التي تكشف وضعية التعليم الكارثية هو بحث كنت أنجزته ما بين 2005 و2009 لصاحب اللجنة الوزارية التي كان يرأسها الوزير الاول، لقد أظهرت الدراسة نتائج اقل ما يمكن ان نقول عنها انها مقلقة.
نتائج البحث قدمت بحضور عدد من الوزراء وغالبية المسؤولين عن الجامعات المغربية.
لقد سبق ان نشرت في مجلات علمية متخصصة وفي كتابي "ازمة الجامعة" الذي نشر عن دار النشر "دروز" (دار نشر أمريكية تترجمه حاليا لإصداره على ابعد تقدير نهاية السنة) 
من بين النتائج التي تظهر وضعية تعليمنا هو ان غالبية الأساتذة الجامعيين (55 بالمائة) لم يسبق لهم ان كتبوا سطرا واحدا في مجلات علمية، عدد قليل فقط نشرت له مقالات في مجلات متخصصة وفق المعايير المعترف بها دوليا.
كود: الملك وجه انتقادا للحكومة الحالية وحملها مسؤولية تدبير قطاع التعليم ما تأثير انتقاد مثل هذا على الحياة السياسية المغربية؟
ما يعاب على حكومة بنكيران هو انها ظلت رهينة وعود لم يتحقق منها شيء، لا اعتقد ان تغيير بعض محتويات المقررات المدرسية عبر توجيههم ايديولوجيا من قبل العدالة والتنمية.
لا يمكن لأية حكومة في المغرب ان تواجه تصلح اشكالية التعليم، فالمؤسسة الوحيدة التي يمكن القيام بها هي المؤسسة الملكية.
فالمغرب تواجهه مشكلتان كبيرتان هما التعليم والمالية العامة وكلاهما لا تستطيع أية حكومة بالمغرب اصلاحهما، فالمؤسسة الملكية هي الوحيدة التي يمكن القيام بإصلاحات في هذا الاتجاه
 كود" الا يمكن عوض مخططات استعجالية لإصلاح التعليم اعتماد مخططات مرحلية تبدأ بالتعليم الابتدائي فإصلاح التعليم لا يمكن ان يتم الا بعد أجيال؟
انا ضد هذا الفكرة، بالنسبة لي الإصلاح يجب ان يشمل كل المستويات، الابتدائي والعالي. التعليم الأولي يجب الإعداد له جيدا ومنح كل الإمكانيات لإنجاحه لكن لا يجب ان ننسى التعليم العالي لانه هو من يهيئ لنا النخبة الصالحة للمؤسسة. 
لقد رصد صاحب الجلالة غلافا ماليا استثنائيا بلغت قيمته ملياري دولار (13 مليار درهم) للمخطط الاستعجالي ولم يعط ذلك أية نتيجة ملموسة. صحيح ان هذا المخطط كان يجب ان يطبقه وزير حكومة عباس الفاسي لكنه لم يفعل. المخطط كان مطبوع بالتسرع وعليه فان تطبيقه ستطبعه الارتجالية. كما ان مسؤولي الجامعات لم يكن لهم الوقت أولا لفهمه واستياعه ثم لتطبيقه
كود: ما رأيك في احياء المجلس الاعلى للتعليم؟
انها فكرة سيكون مآلها الفشل. لسنا بحاجة الى مجلس يضم عددا من المتدخلين (نقابات وجمعيات آباء وأولياء ووزارة.....) لإعداد ميثاق بل نحتاج الى خبراء تقنيين راكموا ما التجربة ما يسمح لهم بإعداد هذا الميثاق
أدافع عن فكرة إبعاد السياسي عن كل ما هو استراتيجي. هذا عمل يقوم به الخبراء 
كود: الملك محمد السادس من خلال الخطاب الملكي الاخير اعلن ان التعليم هو القضية الوطنية الكبرى فهل باقي الفاعلين في هذا القطاع قادرين على رفع التحدي؟
ان جعل التعليم قضية وطنية كبرى كان أقوى لحظات الخطاب الملكي الاخير، فلا يمكن بناء اقتصاد عصري في القرن الواحد والعشرين بدون تعليم. 
لنلق نظرة عن الوضعية الحالية، فهناك 40 في المائة من الشباب يعانون من البطالة والسبب انهم بكل بساطة غير مكونين. 
بدون نظام تعليمي مفكر فيه وحديث لن يستطيع المغرب تحديث اقتصاده وتطويره مجتمع وتقوية ديموقراطيته وكلها أمور يفعل الملك ما بوسعه لبلوغها.
كل البلدان انتبهت الى الدور المركزي للتعليم من الصين الى امريكا مرورا بكوريا الجنوبية 
كود: تعيين مستشار ملكي (عمر عزيمان) على رأس المجلس الاعلى للتعليم هل هي إشارة الى استعادة هذا الملف الحيوي من قبل القصر؟
لا يمكنني الا ان أقول حظا سعيدا للسيد عمر عزيمان على تعيينه من قبل صاحب الجلالة على رأس المجلس الاعلى للتعليم.
وأتساءل هل سيملك عزيمان الجرأة لمواجهة المشاكل الكثيرة التي سيثيرها الأساتذة والنقابات والطلبة وعائلاتهم.
ثم هل سيقدم لجلالته أجندة محددة لمشروع الإصلاح، واخيرا هل سيكتفي بتغييرات شكلية ام انه سيحدث ثورة في قطاع التعليم؟ انني اتساءل
كود: باعتباركم خبيرا في التعليم، ما هي الحلول التي تقترحونها وبشكل مستعجل لانقاد قطاع من الإفلاس؟
أنني اشتغل على قطاع التعليم منذ بداية السبعينات، خصصت للموضوع عشرات الكتب والنشرات، لقد اشتغلت مع عدة منظمات دولية وحكومية وقدمت مقترحات لإصلاحه البعض أخذ بها والبعض الآخر لم يأخذ بها.

المصدر: goud.ma

0 commentaires :

إرسال تعليق